You are currently viewing عن سبب التسمية والإحالة لحضارة إيبلا

عن سبب التسمية والإحالة لحضارة إيبلا

تم اعتماد اسم “إيبلا” تيمناً بحضارة إيبلا التي عثر فيها على أقدم معاهدة سلام وما يحيل إليه هذا النص بثيماته الحضارية والإنسانية التي تؤمن بوحدة الحضارة البشرية، وبناء قواسمها المشتركة، وهذا يرسّخ مفاهيم التواصل والتثاقف، ويؤكد أن الحضارة التي تقوم على أسس ثقافية تواصلية هي ملك للبشرية جمعاء، يتردد فيها صوت الكل للكل نحو تعميق تلك البنى المعرفية والثقافية، وتفعيل أدواتها بإرساء مفاهيم السلام والتواصل والمحبة على أسس معرفية علمية ثقافية تنتصر للإنسان في كل أنحاء العالم.

  • حضارة إيبلا

إيبلا هي حضارة و مملكة سورية قديمة في شمال سوريا  تقع في منطقةٍ تسمى حاليًا تل مرديخ في شمال غرب سوريا، امتدت حضارة إيبلا في ذروة نفوذها (حوالي 2600 -2240 قبل الميلاد) على شمال سوريا ولبنان وأجزاء من بلاد ما بين النهرين، وتمتعت بعلاقاتٍ تجاريةٍ ودبلوماسيةٍ مع العديد من الدول،   ازدهرت في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، وامتدت المناطق التي كانت تحكمها من الفرات شرقاً حتى سواحل المتوسط غرباً، ومن طوروس شمالاً حتى حماه جنوباً.

 وكانت حضارة إيبلا وثقافتها مهيمنتين اقتصادياً وسياسياً على مناطق كثيرة من سورية، تمتدّ بين جبال لبنان في الغرب وحتى بادية الشام في الشرق، وبين جبال طوروس في الشمال إلى منطقة حمص في الجنوب حتى نهر الفرات. وكانت بفضل موقعها في وسط الخطوط التجارية، صلة الوصل بين مصر وما بين النهرين، وإلى ما بعد جبال إيران حتى الهند.

يتألف موقع إيبلا من مدينة منخفضة، ومدينة مرتفعة أكروبول ، بُنيت مساكن المدينة المنخفضة البسيطة باللِّبن من دون أساسات حجرية، وربّما ضمّت أيضاً معابد. أما الأكروبول فهو مركز المدينة ويتألف من صخور كلسية بُنيت فوقها المعابد والقصور، ويفصلها عن المدينة شارع عريض.

  • اكتشاف حضارة إيبلا

بدأت مجموعةٌ من علماء الآثار الإيطاليين في عام 1964 بالتنقيب في منطقة شمال غرب سوريا تدعى تل مرديخ، إلى أن اكتشفوا في عام 1975 قصرًا يعود تاريخه إلى النصف الثاني من الألفية الثالثة قبل الميلاد يحتوي على الآلاف من الألواح المسمارية (حوالي 14000 لوح) التي كانت محفوظةً على رفوف إحدى غرف القصر، لكنها سقطت على الأرض عندما تم تدمير القصر. احتوت هذه الألواح على جميع تفاصيل الحياة في الشمال السوري الاقتصادية، والسياسية والثقافية والعلاقات بين المنطقة ومصر مكتوبة باللغة المحلية التي كانت منتشرةً في المنطقة والتي تعرف باسم الإيبلايت Eblaite.

  • مراحل إيبلا

مرّت إيبلا بثلاث حقبات زمنية. الأولى بين 2400 و2300 قبل الميلاد، والثانية 2300 و2000 قبل الميلاد، والثالثة بين 2000 و1600 قبل الميلاد. واسمها باللغة العربيّة يعني الحجر الكلسي، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى طبيعة الأحجار الكلسية فيها. وشكّلت مملكة إيبلا أساساً لبناء الحضارة السورية وكان لها ارتباط وثيق مع مراكز الحضارات، خصوصاً الحضارة الفرعونية.

 

  • اللغة في إيبلا

تعد اللغة الإيبلايتية Eblaite اللغة الرسمية في إيبلا ويعود تاريخها إلى الربع الثالث من الألفية الثالثة قبل الميلاد. تم اكتشافها على الألواح المسمارية التي اكتُشفت في تل مرديخ حيث تشكلت من مجموعةٍ من اللغات السامية الموجودة في المنطقة الشمالية الوسطى مثل اللغة الأمورية، اللغة المتحدّث بها كانت اللغة السامية، هي اللغة الرسمية لسكان مدينة إيبلا ومدن كثيرة عاصرتها وجاورتها في منطقة الشرق الأوسط، إذ تعدّ لغة أهالي إيبلا في «تل مرديخ» أقدم لغة وصلت إلينا مكتوبة حتى الآن، ولم يكن أحد يتوقع العثور على شواهد مسطّرة منها، وتتماثل هذه اللغة مع اللغة الكنعانية، والأوغاريتية لغة رأس شمرا على الساحل السوري ومع اللغة الفينيقية، وأيضاً تتماثل مع اللغة العربية التي تعدّ أحدث لغة سامية أدبية بين مجموعة اللغات السامية. فمثلاً، نجد بين مفردات لغة إبيلا في الألف الثالث قبل الميلاد، كلمات لا تزال حيّة في العربية مثل «ملك»، و«يد»، و«قمح»، و«تين» التي كانت تلفظ «تينو».

كانت مملكة إيبلا تستخدم الخطّ المسماري الذي اخترعه السومريون ثم استخدمه الآكاديون في العراق. لكن اللغة الإيبلائية كانت لغة سامية من حيث التركيب، ولها خصائص تميّزها عن السومرية، مع أنها أخذت واستعارت الكثير من الكلمات السومرية. فهي الحدّ الأول للكنعانية والآرامية والأوغاريتية.

وقد اكتشفت في إيبلا قواميس تبدو فيها كلمات باللغة الإيبلائية وكانت تكتب من اليسار إلى اليمين، مع ما يقابلها من كلمات في اللغة السومرية. وقد ساعدت هذه القواميس، التي هي أقدم قواميس في العالم، في معرفة معاني عدد كبير من المفردات السومرية التي كانت مجهولة.

 

أما عن الأدب في إيبلا، فإن النصوص المكتشفة في إيبلا تحتوي على نصوص إدارية وسياسية واقتصادية ومعجمية، وكلها مخطوطة في إيبلا. ما أعطى أهمية عالمية للموقع. فمن هذا المكان انطلق حرف الضاد قبل خمسة آلاف سنة. كما أن الموقع يحتوي أيضاً على نصوص تشير إلى تعليم أساتذة لطلاب في المرحلة الابتدائية تشابه ما هو موجود في الوقت الحاضر. إذ تحتوي الأرقام المكتشفة في إيبلا على مسائل رياضية ونصوص فلكية وموسيقى وفلسفة ونصوص حول دور المرأة، إضافة إلى نصوص دبلوماسية تؤكد حصول التبادل الدبلوماسي بين ملوك إيبلا وماري.

 

 

  • تاريخ إيبلا

في عام 2700 قبل الميلاد بدأت حضارة إيبلا في النمو في المدينة التي تم اكتشافها بها.

في عام 2300 قبل الميلاد تم ذكر حضارة إيبلا في النصوص الأكادية.

في عام 2240 قبل الميلاد قام الملك الاكادي نارام سين بمهاجمة مدينة إيبلا وحرق المدينة مما أدى إلى انهيار الحضارة وضعف نفوذها وخسارة ثروتها، إلا أنها بقيت محافظةً على استقرارها.

في عام 1850 قبل الميلاد تم إعادة بناء المدينة من قبل العموريين لكنها لم تكن بنفس النفوذ الذي كانت به في الألفية الثالثة.

في القرن السابع عشر دُمرّت المدينة من قبل الحيثيين.

في عام 1964 ميلادي بدأت عمليات التنقيب عن الحضارة من قبل فريق البحث الإيطالي بقيادة العالم باولو ماتيا.

في عام 1975 ميلادي تم العثور على عددٍ كبيرٍ من الألواح المسمارية وأجزاءٍ من أرشيف المدينة